الثلاثاء، 12 أبريل 2016

نهج شارلوت ماسون

هى طريقة من أكثر طرق التعليم المنزلى قرباً إلى قلبى حيث أن شارلوت ماسون كانت تؤمن بأن الغرض الأساسى و الحقيقى من تعليم الأطفال ليس لجعلهم قادرين على الحصول على وظائف مرموقه لتوفير حياه كريمه فقط و إنما التعليم لابد وأن يكون قائم على تغذيه العقول وبناء الشخصيه وإكتساب المهارات مما يجعل التعلم متعه فى حد ذاته ولذلك إعتمدت ماسون فى طريقتها على
جعل الطفل يتعلم بطريقة فطرية و طبيعية وتهدف منها إلى جعل الطفل محب للعلم و التعلم و الأخلاق و العادات الحميدة مدى الحياة وكونت منهجا
غنى جدا قائم على دمج جميع المواد الدراسيه اﻷساسية مع العلوم الإنسانية و التدين و الأداب الكلاسيكية ،الشعر النبيل ، الفنون الجميلة، الاعمال اليدويه ، والتقدير و الإحترام حتى يتشبع الطفل بالعلم إلى جانب الأخلاق الحميدة قبل أكتمال نضوجة وينمو الطفل كشخصية متكاملة و تقوم طريقتها على ثلاث محاور و هم ( التعلم من البيئة المحيطة ، ضبط السلوك ،و التعليم الحى )
  • البيئة المحيطة
وهى تعنى هنا أن نقوم بضبط البيئة المحيطة التى يعيش بداخلها الطفل ويتربى فيها بطريقة تمكنة من إستخدام كامل طاقتة بطريقة إيجابية مبدعة لأن ماسون تعتقد ان الطفل يتعلم من البيئة المحيطة بة حوالى ثلث ما قد يتعلمة و يكتسبة طوال فترة حياتة
  • ضبط السلوك
هنا تؤمن ماسون أنة يمكن تطوير  الأخلاق الحميدة و العادات الجيدة  لدى الاطفال بطرق علمية صحيحة من خلال التعود وذلك من خلال زرع أو إنشاء الأخلاق الحميدة داخل الطفل عن عمد وهو ما سوف يمثل ثلثا أخر من ما قد يتعلمة و يكتسبة طوال فترة حياتة
  • التعليم الحى
وهنا تقصد ماسون الشق الاكاديمى و هو ما يمثل الثلث الاخير فى تعلم الطفل و لكن تعريف التعليم الأكاديمى يختلف عند ماسون عن التعريف الذى يتبادر الى الذهن عند سماع اﻹسم فهى تقصد أن جميع الكتب  والمناهج التعليمية التى يدرسها الطفل لابد أن تكون حية بدلا من إستخدام المناهج المدرسية العادية و هو ما أطلقت عليها إسم الكتب الحية وهى تعنى هنا بالكتب الحية الكتب التى يتضح عند قرائتها شغف الكاتب  وولعة بموضوع الدراسة الذى يتناولة فى كتابة  وتكون عادة على شكل حكايات أو حوارات وهى الكتب التى تجعل
الطالب يندمج معها وتستطيع ان تمس عاطفتة فبذلك تصبح المادة التى يتناولها الطفل حية تتفاعل معة ويتفاعل معها فعلى سبيل المثال  عند تدريسها للكتابة والإملاء إستخدمت فقرات من كتب تعكس أفكارا معينة أو تحمل معانى قيمة بدل من إستخدام قائمة من الكلمات المبعثرة كما هو متبع ومن المدهش أن هذة الكتب الحية موجوده لمعظم المواد الدراسية بما فيها الرياضيات والجغرفيا والعلوم

أعرف أن الطريقة لاتزال غير مفهومة من الشرح السابق لذلك سوف أحاول تبسيطها وشرحها من خلال التالى  :)
قامت ماسون بوضعت مبادئ أساسية لدراسة أى مادة

  • المبدأ الأول : ترسيخ عادة الإنتباه
لقد صممت طريقتها على أساس ان الدروس لابد ان تكون قصيره للغايه وممتعه جدا فى نفس الوقت فهى لا تزيد عن 15 أو 20 دقيقة كحد أقصى لطلاب مراحل الصف الاول والثانى والثالث الإبتدائى ويمكن ان تزيد لتصل الى 30 دقيقة كحد أقصى لطلاب مراحل الصف الرابع والخامس والسادس اﻹبتدائى وتزيد لتصل للحد الاقصى وهو 45 دقيقة لطلاب مراحل الصف الأول والثانى والثالث الإعدادى بحيث أنة لايمكن أن يزيد الوقت بعد ذلك عن 45 دقيقة بأى حال من اﻷحوال والسبب فى جعل الفترة قصير هو رغبتها فى تكوين وترسيخ ما يسمى عادة الإنتباه فهى تؤمن انه عندما تكون الدروس شيقة وقصيرة تجذب إنتباه الطفل لمعرفة الدرس كله من أوله لآخرة فبذلك يتعود الطفل على الإنتباه فعند زيادة الفترة الزمنية تدريجيا يظل الطفل منتبه بحكم التعود وهو ما يساعده بعد ذلك على الإنتباه دئما مهما كان طول الدرس لأن الإنتباه تحول عنده الى عادة على العكس إذا بدأت معه بفترات طويلة فى البداية فهو ما سوف يجعله يفقد الإنتباه قبل أن يصل إلى نهاية الدرس ويسرح ويحلم أحلام اليقظة أثناء الدرس ولا يستطيع التركيز معك وهذا يتسبب فى تكوين عادة السرحان أثناء المزاكرة مما يجعله يسرح دائما بغض النظر عن أن كان الدرس شيقا أو ممل بعد ذلك


  • المبدأ الثانى: ترسيخ عادة التنفيذ النموذجى
حيث أنها تؤمن بأن العادات يمكن إكتسابها فهى تسعى لكسب الطفل عادة التنفيذ النموذجى أو المتكامل وهى هنا لاتعنى أن ينهى الطفل عمله على أكمل وجه و لكن أيضا أعتبار بذل المجهود والمحاولة للوصول إلى التنفيذ النموذجى نجاحا فى حد ذاته فعلى سبيل المثال إذا أعطيت طفلك حرف ليكتبه وطلبت منه ان يكتبه فى هذه الورقة عدد من المرات فلن تحدد له عدد المرات ولكن تقول له أكتبه صحيحا ولو لمرة واحدة وبذلك تكون أنهيت الدرس لكن أذا كتبته عشر مرات وبشكل خطأ يظهر إنك مستهتر فلن ينتهى الدرس عن ذلك وستظل تكتب حتى تكتبه صحيحا فبذلك يحاول الطفل من أول مرة فى بذل كل ما يقدر عليه لكتابة الحرف صحيح من المرة الاولى فإذا أخفق سيحاول فى المرة الثانية وهكذا لكى يصل لدرجة الكمال المطلوبه وهو ما سيرسخ عنده عادة التنفيذ النموذجى وطبعا على الوالدين ان لا يبالغوا فى محاولة جعل الطفل أن يكتب الحرف بشكل صحيح حتى لو لم يستطع ذلك مع كل محاولاته الجديه ولكن هنا لابد أن يكتفى الوالدين بالمجهود الذى بذله الطفل ونشجع الطفل ونقول له أن ما قد توصلت له الأن يعتبر نجاحا باهرا على ان نكمل تدريب فى وقت لاحقا وينهى الدرس عند ذلك الحد حتى لا يتعقد الطفل ويحدث عكس ما كنا نرجوه أو ما لا يحمد عقباه


  • المبدأ الثالث: التنوع فى المواضيع الدراسية على مدار اليوم
المبدأ الثالث و الأخير هو تنوع مواضيع الدراسة على مدار اليوم حتى يتمكن الطفل من استخدام جميع مناطق العقل  والجسم فمثلا أذا قرأ إبنك رواية أو استمع لك و أنت تقرأها لة فهو بذلك يستخدم جزء  العقل  المسؤل عن الإستماع والقراءة فلا تتبع هذا بمادة أخرى تستخدم هذا الجزء من العقل ولكن إنتقل إلى دراسة الرياضيات مثلا لكى يستخدم منطقة التفكير فى العقل وبعد ذلك إجعلة يقوم ببعض الأعمال الحركية الدقيقة مثل لعبة القص واللزق أو الكتابة أو التلوين أو الرسم و هكذا حتى تجعل إبنك يستعمل جميع أجزاء عقلة وجسمة أيضا و هو ما يجعل الطفل دائما فى حالة يقظة وتركيز ولن يسرح و هو أيضا ما يجعل المزاكرة ممتعة لة ويشغل يومة كلة بأشياء مفيدة وممتعة لة فى نفس الوقت

وتؤمن ماسون ان هذة المبادئ الثلاثة هى ما سوف تتسبب فى حدوث ثورة فى مدرستك المنزليه ثورة من التميز العلمى و الإستمتاع فى نفس الوقت و هو ما يتسبب فى حب الطفل للتعلم مدى الحياة وهو ما سوف يجعلة يؤمن إيمانا مطلقا بأنة يتعلم لكى يكبر وينمو مثلا يأكل لكى يعيش


التعليم المنزلى هو الحل :) 
سمية مبروك
العودة لصفحة أساليب و نهج و فلسفات  التعليم المنزلى من هنا




هناك تعليق واحد: